ذكريات مشوهة
محمد الصادق
دار حديث بيني وبين الزمن،
عن سبب هروبي وبقاء الذكريات.
قال: هل ندمت؟
قلت: نعم
قال: هل كان للحديث بقية؟
فقلت: ربما للموت رايٌ آخر
هربتُ مسرعًا إلى الغروب،
إلى أشعة الشمس الدافئة في منتصف الشتاء
وتركت قلبي على حجر الفيروز ورحلت.
على شواطئ درنة،
سمعت بكاء القدس
وأنا هنا أرتعد من الخوف.
فلا شيء يعجبها، سوى الصمت والمطر وكلمات الشعر المبعثرة على جثث العاشقين
يدها تحطم مرآة الرغبة
وعيناها تحمل مرآة الحزن
هنا سكتت روحي للأبد،
وبكت.
.
.
.
.
في محفظتي صورة لها،
ترافقني أينما ذهبت،
ولا تدري بأنني سرقتها لأتذكر ندمي وحسرتي على الفراق
هي بائعة الورد المعتق للصبا.
وأنا هنا في نهاية القصة وحيد، أكتب كلمات بالية، منكسرة الوزن والحجة.
هي ليست لي.
وأنا الذي رأى الوهم فصدقه، وكنتُ الغريبَ والفقير لقلبها.
هي البداية، ولم تكن لي بيتًا ولا رواية.
ربما من شدة البرد وقسوة الأيام افتقدتها،
فخلقت عالمًا من عالمي وتوجتها عبئا.
وربما كانت لعنة، قد وضعها العاقل أمامي لأدرك،
أنني مجرد عابر سبيل في الحدائق،
ينتظر الحصاد لينسى.
لم يعد للنفس طعم،
ولم تعد تبهرني رائحة باقي النساء، وليس لي رغبة في الامتلاك، سقطت حواسي عندما توهمت اسمها، عند نهاية الطريق،
أسفل المنارة،
أضعتُ الذكريات.
محمد الصادق مدون وناشط ثقافي ليبي، عمل على عدة مشاريع فنية وثقافية في ليبيا، موسيقي ومؤسس منصة حصة سادسة للفنون.