السِّرُّ يَفضَحُهُ الأريج
وَتَبدو كأنَّ الرَّيبَ حَدَّقَ صَوبَها
وَحَيَّا .. فَلَمْ تَأمَنْهُ عَينًا وَ لا ضِمْنَا
تَلُوحُ وَ لَكِنْ دُونَها ألْفُ جُملَةٍ
يُبَعثِرُها فَرْطُ الغَرامِ .. وَ لا مَعْنَى
فَأوْحَى بِهَا للكَونِ كِفْلٌ تَضَلَّعَتْ
بِهِ حِينَ كانَ الرِّيُّ مِنْ كَوثَرٍ أغنى
وَقِيلَ لَنَا كانَتْ خَوَاطِرَ ناسِكٍ
أنابَ فَلَمْ يُسْرِجْ إلى نَزوَةٍ مَتْنَا
فَحَلَّتْ كَمَا سَاغَ النَّبِيذُ لِغُصَّةٍ
( ضَرُورَةَ دَهْرٍ )... لا تُعَادُ لِمُسْتَثْنَى
وَتَسمُو فَلاَ مِعراجَ إلاَّ بَصيرَةً
تَعِي أوْجَهَا كَشْفًا عَنِ الحَيِّزِ الأسْنَى
وَتَخْفَى فَلاَ يَخْفَى قَمِيصٌ مِنَ الرُّؤَى
وَ بَحْرٌ خَلِيلِيٌّ وَإيماءَةٌ حُسْنَى
وَبَوحٌ تَسَنَّى للخَيَالِ وَ صَبْوَةٌ
عَوَانٌ وَ أخْرَى تَسْتَقِي صَيِّبًا أدْنَى
وَبُنٌّ إذا حَيَّيْتَ رَدَّ كَأنَّهُ
حَوَارِيُّ قِدِّيسٍ يَتُوقُ لَهُ حِضْنَا
أتَسْألُ عَنْ صَنعَاءَ ؟! سَلْ عَبْقَرِيَّةً
بَكَتْ في جِنَانِ الغَيبِ فَاسْتَشْرَفَتْ فَنَّا
فَصَنعَاءُ مِيقاتُ الرِّباطِ لِعَبْرَةٍ
عَلى رَمْسِ ذاتِ الخالِ إذْ نَقْرَعُ السِّنَّا
وَيَمْضي إلى صَنعَاءَ قَومٌ وَ يَنْثَنِي
فِئَامٌ وَ في الحَالَين لَمْ تَتَّخِذْ خِدْنَا
وَبَلقِيسُ تَسْتَدْعي وَصيفاتِها الأُلَى
تَسَرَّبْنَ مِنْ أشْهَى سَدِيمِيَّةٍ مَثْنَى
فَجِئْنَا وَللمَعْمُودِ نَظْرَةُ وَامِقٍ
وَمِشْيَةُ مُرْتَابٍ تَمِيدُ بِهِ حُزْنَا
أتَسْألُ عَنْ صَنْعَاءَ؟! مَسْراكَ وَ السُّهَا
وَيَلْحَنُ قَومٌ في الخَوَاتِيمِ ( لَو أنَّا )
لِصَنعاءَ رَوحٌ في الضَّميرِ وَ زِئبَقٌ
عَلَى اللَّفظِ تَأبى ذِمَّةُ الدَّهرِ أنْ يَفنَى
وَتَشْرُدُ مِنْ قَيدِ اليَقينِ فَيَنْبَرِي
لَهَا الطَّالِعُ الشَّفَّافُ... يُحْرِزُها ظَنَّا
وَتَقْطَعُ آذِيَّ ( التَّلاشي ) وَ حَولَها
قَصيدٌ تَنَزَّى مِنْ مَفاتِنِها ( وَزْنَا )
وَلا تَرْعَوِي صَنعاءُ! تَفْصِدُ لَيْلَها
فَتَنْسابُ شَكواها لِفِنجانِها بُنَّا
سَلاَمٌ عَلَيها في الحِسَانِ فَإنَّها
سَلِيلَةُ حَتْفٍ لَمْ تُخَاتِلْ بِهِ جَفْنَا
فهد بن محمد أبو حميد شاعر من المملكة العربية السعودية. درس اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وصدر له ديوان "شخص لأوهام الرواة" عن دار تشكيل.