ماريو لِفريرو
ترجمة: مريم الدوسري
الباب يُطرق. غريب هذا الأمر، فأنا لا أنتظر أحدًا. أفتح الباب، بغض النظر.
عند الباب، فتاة خضراء العيون تبتسم، ترتدي زيًا موحدًا، وفي يدها حقيبة. تستأذن:
"أتسمح لي بالدخول من أجل عرض منزلي مجاني؟"
أتنحى دون تفكير سامحًا لها بالمرور. تدخل الفتاة وهي تفتح الحقيبة لتخرج منها قطعة قماش وزجاجة – لا ألحظ الأمر سريعًا، إذ يدخل من ورائها مهرج يقف الآن على يديه في منتصف الغرفة، ويبدو أن هناك المزيد من الأشخاص في الخارج.
ترطبُ الفتاة قطعة القماش بسائلٍ أخضر في الزجاجة. تمسحُ القطعة على الطاولة بحركة دائرية بطيئة. يدخل زوج من البهلوانات، يؤديان حركات مذهلة، في إحداها يتأرجحان من شبكة ثم يتشقلبان في دورة كاملة في الهواء ليهبطا على الأرض وقوفًا يحييان الجمهور. يشدني الآن المروض الذي يدخل بصحبة أسد ونمر تزمجر أمعاءهما. تلحق بهم سائسة حصان، تقف على ظهره، ثم الجمال والزرافة، والفيل الذي علق في الباب بالرغم من أن مدير الفرقة قد فتح صفحتي الباب. على وجه الفيل نظرة متأملة بينما يدفعه المروض والمهرج نحو الخارج ليزحزحاه ثم يدفعانه مجددًا نحو الداخل، يلويانه بلطف حتى تمكنا من إدخاله.
لم يبق سوى سائق الدراجات النارية المتهور الذي ملأ المكان بدوي صاخب وسرعة فائقة يدور بدراجته على الجدران والسقف.
أقترب من الفتاة أخبرها بأنني اكتفيت من العرض، أن العرض لا يهمني، وبأنني، على أي حال، لا أريد شراء شيء على الإطلاق، وبأنها تُضَيّعُ وقتها كما أضيع أنا وقتي. لم تغضب الفتاة، بل ابتسمت وأوقفت مسحها الدائري معيدة أغراضها إلى الحقيبة، وودعتني مغادرة. لحقت بها وهي تنزل الدرج.
"بالله عليكِ، خذي سيركك معك! "
"سيركي؟" تسأل متفاجئة.
"ما الذي تقوله؟ لم يأت هؤلاء الأشخاص معي."
ماريو لِفريرو (1940-2004) كاتب من الأوروغواي صدرت له العديد من الروايات، مجموعات من القصص القصيرة، والكتب المصورة.
مريم الدوسري – مخربشة من البحرين مهتمة بالأدب واللسانيات والترجمة وما إلى ذلك.