top of page

السماوة

زين العابدين المرشدي


تطلُّ (السماوةُ)..
تبدو لنا، ونراها
وكالعُملةِ المعدنيّةِ في الشمسِ؛
تلمَعُ كانتْ قُراها
وكالعُملةِ المعدنيّةِ أيضًا؛
تَدَحرجَ أبناؤها للحروبْ
وذابوا على الرملِ عندَ الغروبْ

صغارُ السماوةِ نحنُ،
ونهربُ للنهرِ عندَ الظهيرةْ
نلفُّ النعاسَ ملفَّ الحصيرةْ
ولنا لذةٌ بالعنادْ
ما لنا من جيادْ
غير أقدامِنا،
وكواحلُنا كم تشابهُ طينَ السماوةِ؛
فهيَ مشققةٌ.
وحفاةً نسيرُ،
فتعلقُ فيها حبوبُ الحصادْ
ولنا لذةٌ بالعنادْ

وكانت هناكَ الجميلةُ،
تلك التي تترقبُني عائدًا
حافيًا كنت دومًا أعودُ لها
ذات يومٍ بعيدٍ مضى:
شوكةٌ وخَزَتْ قدَمي في الطريقِ،
وما إن وصلتُ لها؛ أقعدتني،
وقد مسحتْ بأصابعِها السمرِ
عن قدمي الطينَ.

تحتَ ظلالِ النخيلْ،
وبوجهٍ نحيلْ
أخرجتْ هذهِ الشوكةَ.

الآن، أذكرها في مهاوي الحياةْ
فأقول:
سلامًا لتلك الفتاةْ


زين العابدين المرشدي هو شاعر وكاتب عراقي من السماوة، جنوب العراق. نشر العديد من نتاجه الأدبي في صحف ومجلات، وله ديوان تحت الطبع، وقد كتب كلمة غلافه الشاعر أدونيس. نال بعض الجوائز الشعرية داخل العراق وخارجه، كان آخرها المركز الأول لجائزة روانكه، في دهوك. يمكن متابعة حسابه على تويتر:
@Zain_Almurshidi

bottom of page