آمين
دلال السميران
حاشاكِ أمي أن أُُغيبَ ذكركِ
وصلًا أرتلُ في الصلاةِ هواكِ
قد أُوصدت كُلُ المسالكِ عنكمُ
عن صوتكِ الحاني وفيضُ جواكِ
لكن عزائي في غيابكِ أن لي
حبلَ الدعاءِ لربنا يرعاكِ
ربٌ كريمٌ منعمٌ متفضلٌ
يكسوكِ بالصلوات في سُكناكِ
أمي تعالي أخبريني مَن هُنا
ليُبددَ الأحزانَ في ذِكراكِ
عن حِسكِ إذ تُصبحينَ بذِكركِ
وتهللي وتسبحي بنداكِ
فيحُفنا حِفظٌ وأمنٌ جامحٌ
بجناحكِ طِبنا وطابَ هُداكِ
عن بسمةٍ تروي النفوس إذا بدت
مَن يسقها إذ أُصرمت إلاكِ
ذبلت مزارعنا وجفت أرضنا
ومنابتُ الأشواقِ تهفو لقاكِ
عَلمتِنا كُلَ الدروسِ جلادةً
إلا التصبرَ في مُصابِ نواكِ
أرثيكِ أمي قد رحلتِ بدوننا
وبقيتِ فينا ما الحياةُ بلاكِ
أرثيكِ أُمي والمحاجرُ من دمٍ
والقلبُ يَفزعُ إذ طَرى رحماكِ
فزعًا وخوفًا مِن خطوبٍ طالما
حالت بصبركِ لم تزل بسواكِ
وارينا جسمكِ في الترابِ حقيقةً
لكن ذِكركِ حاضرٌ .. بسناكِ
فخرًا وإرثًا حقَّ رفعُ أثيرهِ
قد كُنا منكِ.. جلَّ مَن سواكِ
دلال السميران هي كاتبة. وهذه أول قصيدة تنشرها في رثاء جدتها التي وافتها المنية عام ٢٠١٩م.