top of page
مرآة
جيسيكا ملو فالنتاين
يجلس طفلي في حضن الشاطئ
يلّفه رمل البحر كواق للشمس
تلمع عيناه مأخوذة بالمشهد
ورقص الموج يهدهد تأمله
في مقابل طفلي، وعلى مسافة محيطين
وبأس يابسة أغلقت أبوابها أمام تفتّح الورد
يجلس طفلٌ على أطلال بيته المتحطّم
يغطيه الرمل ككفن وهو حيّ بلا رزق
تدمع عيناه من شقاء لا يعرف له اسم
هناك أياد من حوله تنسل له
من خيوط الشمس ضوءًا خافتًا
يناديه، يهدهد تأملّه
والده ما يزال يصطاد البحر المُدمّى
يبحث عبثاً عن جسد كان لأخيه
حتى البحر خلع عنه الوفاء
لا برّ آمن فيه إلاّ القعر
تتغيّر الأقدار ويكبر الطفلان ويجتمعان
لا آثار انكسار ظاهرة على أجسادهم النّدية
إنما القلب مقطوعة أوصاله، لُحمَت بالصلاة
وبذاكرة بقدر ما تذكر، تنسى
لتبقى...
جيسيكا ملو فالنتاين أستاذة جامعية وكاتبة وأم لطفلين.
bottom of page