حدّ امتلائك بالوَجد
البشارةُ لا أنت
مهدي بن حسين
للموت ألا تنتقي
للموت أن تتقيأه
أو أن تطاوعه ابتداءً بالتأوه
بالتلبس بالنقيضِ
احذر مناولة التفاهة ومضة التحليقِ
واجحد مستحيلُك أجوفُ
***
و اغفر لسرب الميتينَ
تأهبوا
نقلوا أساليب القدامى، حتفَهُم
مدّوا العيون سلالم مدحوةً بالشوق ثم تكثفوا
هم حاولوا أن ينطقوا
لم يأنفوا
واحتج شاعرهم
عليكم
قبل هذا الحزن ألا تتلفوا
***
للموت ألا يخدع المرآة
ألا يستريح خلالها
فلتنطق الآن المرايا
كيف مروا
هؤلاء؟
الماكرون استبسلوا حتى تشظى شكلهم و استوطنوا التبشير
ألّا تبرأوا
والآيبون من الصراخ استعجلوا جعل البشارة غايةً
للذود عن نزواتهم واستنكفوا
***
هل ألزمتك بشارةٌ بالنأي عن زعم الهوى ألّا انتظار يهمهُ
قل أيُهنّ بشارتي؟
عجِلٌ أنا
أستاء من عجَلي
وأنحتُ آهةً في الرأسِ تبدو كالضمادةِ لا تكِل عن الضمور
قل أيُّهنُ حماقتي أم تلك ذائقة المنية تنتقي أُلافها؟
***
أيُّ البشاراتِ اعتراك نضوجها فانسَبْت تدعو للخلاصِ؟
دعوتني فانحزتُ أغسلُ أضلعي باللونِ أُشبعُ لونهُ وأذيبني
قل أيُّهن بشارتي؟
أم أنني نوعُ البشارةِ ،جنسها، فمها فأفْرغني من اللون المباشرِ
لا بشارةَ
كانَ فيما كانَ
كنتُ تواردًا
فاستحدثوا لفمي انتماءً عابرًا
واستكملوا خوضَ الكلامِ و أنّبوا لغتي
فكانت رغبةُ الموتى الذين قطنتهم
ألّا بشارةَ للفتى
فتخلفوا
***
والموتَ لم يستأنفوا
موتٌ تؤجله المواسم يُقطفُ
فاستحلِفوا
هذا المخلصَ أن يُحرِر نزفهُ
مهلاً فليسَ مُخلصٌ هذا الذي لا ينزفُ
لو أنّ تلخيصَ البشارةِ حتفهُ
قل أيُّهن بشارتي؟
فالميتونَ تكثفوا
مهدي بن حسين شاعرٌ من جزيرة تاروت على الساحل الشرقي،صانع محتوى صوتي"الكادحون" وله عدة مقالات وقصائد شعرية منشورة