سيرةٌ ذاتيّة لسُحيم..
عبد بني الحَسحاس
وليد الشواقبة
إليه.. وهو يرهنُ جسدَهُ لألسنةِ النار، ليُنقذ روح الشاعر فيه، ويتغزّل بامرأة..
وما كُلُّ هذا القحطِ؟!
تسألُ وردةٌ زميلتها في العطرِ
ثُمّت تيبَسُ
وما كُلُّ هذا الصّحوِ؟!
ينزفُ شاعرٌ قصيدتَهُ
من فرطِ ما يتكدّسُ
وفوقَ الهوى العالي
يُدرِّبُ قلبَهُ على القفزِ
تلقاءَ الجميلاتِ تجلسُ
شفاهُ (الصُّبيريات)
تنضَحنَ حولَهُ رحيقًا
كما بالخمرِ تنضَحُ أكْؤسُ
يُوسّدنَهُ زندًا
ويسقينَهُ ندىً
ويخلعُ من أحزانهنَّ ويلبَسُ
يقُلنَ لهُ: لا تهتكِ اليومَ سرَّنا
يقولُ: مَعاذَ الشّعرُ عنكنّ يخرَسُ
يُكرْكرْنَ...
هل ما زالَ- يا أسمرَ الخُطَى-
فؤادُك باسمِ العامريّةِ يهجِسُ؟
حبيبتُك السّمراءُ نامَت
ودُونها حُسامُ (بني الحَسحاسِ)
سهرانَ يحرُسُ
"وإنّك مقتولٌ متى زُرتَ حيَّها"
سمِعنا جواسيسَ الخليفةِ تهمِسُ
هواك سيغتالُون منك
لأنّهُ أرقُّ وأحلى من هواهُم
وأسلَسُ
فلا تأسَ
إنّ البحرَ يغتالُ شاطئًا
إذا خانهُ يومًا مع الرَّملِ نورَسُ
وقد خُنتَ قانونَ القبيلةِ
حينما كفرتَ بأنَّ الصَّمتَ طقسٌ مُقدَّسُ
فكَم مرّةٍ فيها تنفّستَ صبوةً وحُريَّةً
والعبدُ لا يتنفّسُ
ولكنْ حريقًا بين جنبَيك شَبَّ
مُذْ أصابك من أُنثى حديثٌ وملمَسُ
فخُذْ قوسَك الضّاوي من الشَّوقِ
وانطلِق إلى ظَبيةٍ
قُربَ القصيدةِ تنعُسُ
لتُطلقَ سهمًا واحدًا ثُمّ تنهوي
كما يتهاوى شاعرٌ مُتغطرِسُ
ستندلعُ النّيرانُ فيك غدًا
فنَمْ عميقًا
ولا يُوقظك هذا التوجُّسُ
وليد محمد الشواقبة من مواليد محافظة تعز ومقيم في المملكة العربية السعودية. حاصل على ليسانس حقوق. فاز ديوانه أول شهقة للناي بالمركز الأول في جائزة الشارقة للإبداع العربي لعام ٢٠٢٢